إنه لا يحب المسرفين
( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )
من أهم أسباب الفقر إلغاء العقل والتسليم الكامل للموروثات حتى لو أدت إلى خراب البلاد وتسول العباد ومن أهم هذه الموروثات ألأعياد والإحتفالات التى ورثها الناس عن الآباء والأجداد ولم يعملوا عقولهم فيها بل لقد إستلموها مذعنين وقلدوها مرغمين أو راضين ولكنهم لم يسألوا أنفسهم سؤالاً مهماً وهو هل هذه الإحتفالات من الدين ؟ هل لها أصل فى كتاب الله سبحانه وتعالى ؟ أم أنها إختراعات بشرية ؟
كلمة ( عيد ) ذكرت فى القرآن الكريم مرة واحدة على لسان الحواريين عندما طلبوا من رسول الله عيسى بن مريم (ص) أن يدعو ربه لينزل عليهم مائدة من السماء فتعجب عيسى من قولهم ولكنهم الحوا عليه فاتجه إلى مولاه سبحانه ودعاه أن ينزل علهيم مائدة من السماء تكون بمثابة العيد لهم لأولهم وآخرهم :
((وإذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين * قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين * قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين * قال الله إنى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنى أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين )) ألمائدة 112—115
وكلمة ( زينة ) ذكرت فى القرآن الكريم حوالى 23 مرة بمعان مختلفة منها ما يفيد معنى الإحتفال كما ورد على لسان الفرعون عندما حدد موعداً لمبارزة موسى وهارون بالسحرة التابعين له :
(( قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ))طه59
هذان هما الموضعان الوحيدان بالقرآن التى ذكرت فيها الأعياد بدون أى تفاصيل فمن أين جاء القوم بالأعياد التالية :
ألإحتفال بمولد الرسول الخاتم وميلاد المسيح وما يتم فى هذه الإحتفالات من مظاهر إسراف وبذخ شديدين وإنفاق المليارات من الأموال على أمور لهوية لا تسمن ولا تغنى من جوع مثل أشجار الميلاد وعرائس بابا شارو والعرائس والأحصنة ألمصنوعة من الحلوى والحلويات المختلفة والجاتوهات واللحوم وكل ذلك يؤدى إلى الكثير من الأمراض كاالسكر والضغط وتصلب الشرايين وغيره ويؤدى بالاحرى إلى خراب البيوت مما يلحق بها من نفقات رهيبة فيما لا طائل من ورائه فى نفس اللحظة التى يوجد لنا أخوة فى الإنسانية على نفس كوكب الأرض يتضورون جوعاً ولا يجدون الكساء و لا الدواء ولا المسكن المناسب لكنهم من بنى البشر
إن عيد شم النسيم فى مصر وحدها يأكل فيه المصريون بما لا يقل ثلاثة أرباع مليار جنيهاً مصريأ لا غير ثمناً للفسيخ والسردين والمخللات والرنجة وغيرها (15مليون أسرة × 50جنيهأ للأسرة على الأقل =750,000000جنيهأمصريأ لاغير ) , اليس الأجدر بهذه الأموال الطاثلة أن تنفق فى خير ونفع الناس بدلاً من إنفاقها فى هذه الهلاوس التى تجلب معها المرض والخراب
فى إحتفالات المسلمين بمولد النبى يتم إهدار مئات الألوف من أطنان السكر فيما يعرف حالياً ( بمذبحة السكر فى مصر ) والأعجب أن معظم هذه الحلويات يتم إلقاؤها فى الزبالة بسبب تعفنها وتعرضها للعوامل الجوية وإذا انتقلت بك إلى عيد الأضحى وهو عيد لا شك فيه ولا غبار عليه لأننا المفروض نحتفل به لكى نشارك إخواننا الذين يحجون بيت الله الحرام فالمطلوب من كل مسلم تزويد جرعة الصلاة والعبادة والمحبة لله تعالى وإظهار الحب والعطف للصغار والكبار نجد أن اهم ما فى العيد هو التركيز على كميات اللحوم الهائلة والتى يتم بلعها عمال على بطال بسبب وبدون سبب والشاطر فينا هو من لديه أكبر مخزون من اللحوم للأسف الشديد وتجد أصحاب الأموال يتهافتون على الإكثار من ذبح البهائم وتوزيعها على الأقارب والجيران والفقراء وكأن السنة كلها ليس فيها سوى يوم عيد الأضحى فإذا انقضى العيد عاد الفقراء إلى فقرهم والأغنياء إلى أموالهم وأطماعهم فماذا تعلموا من العيد , هل نتذكر الفقراء يوما ً فى العام أو حتى شهراً ثم نهملهم بقية السنة ؟؟
هذه دعوة صادقة من إنسان وأخ لكم فى الإنسانية هيا ننظر للعيد بعين مختلفة , ماذا علينا لو جمعنا ثلثى ما ننفقه من أموال طائلة فى تلك الأعياد وأرسلنا بهم إلى إخواننا فى البشرية غير عابئين بدينهم أو لونهم أو عنوانهم , إننا إذا حولنا هذه المليارات لمحاربة الفقر والجوع والمرض فى كل أنحاء العالم فإننا بذلك نجعل العيد حقيقة واقعة ونجعل الفرحة ألف مليون فرحة عندما نخفف اعباء المساكين والمرضى والفقراء فى كل بقاع الأرض وهذا هو العيد الذي أفهمه والإحتفال الذى أحترمه