قال تعالى : ( إِنَّ الصلوات كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ) (1) .
من أهم ما ينصح به علم الصحة الوقائية.. التمرينات الرياضية التي أصبحت تمارس بشكل منتظم لمدى أهميتها في بناء الجسم السليم الذي لابد منه ، لوجود العقل السليم .. وإن في أداء الصلاة خمس مرات كل يوم خير وسيلة لجني فوائد التمرينات الرياضية ...لأنّ أوقاتها هي أنسب الأوقات التي يوصى فيها بأداء التمرين .. فقبل شروق الشمس حيث الجو النقي المنعش ، الذي يبعث الحيوية في الجسم.. وفي الظهيرة حيث يحل بالجسم تعب العمل ، وتطلب إعادة توازن القوى الحيوية فيه .. وفي العصر حيث قارب يوم العمل على الانتهاء ، وتطلب الأمر إعادة النشاط في الجسم ..وفي الغروب حيث يبدأ الإنسان الاستعداد لنشاط جديد في المساء .. وفي العشاء حيث يتطلب الجسم شيئاً من الحيوية بعد يوم حافل بالعمل والكد .. فهذه هي أنسب الأوقات التي لابد منها للمرء لتعويض جسمه ما فقده من حيوية ، وقد قرر العلماء أن حركات الصلاة من قيام وقعود وسجود عدة مرات في كل يوم خير وسيلة لتنشيط الدورة الدموية التي تنشط بدورها كافة الأجهزة الحيوية في الجسم .
وقد ثبت علمياً أن الركوع والقيام والسجود يقوي عضلات الظهر والمعدة .. ويزيل ما قد يتكون على جدار المعدة من دهون وشحوم .
أما السجود .. فإنه يقوي عضلات الفخذين والساقين ، ويساعد على وصول الدم إلى أطراف الجسم ... كما أنه يقوي جدار المعدة ، وينبه حركات الأمعاء ، وأن السجود يعتبر وقاية من أعراض مرض تمدد المعدة بما يسببه من تقلص عضلاتها ، وتحريك الحجاب الحاجز .
من هنا تعتبر الصلاة أفضل رياضة بدنية يستفيد منها الجسم .. إذ أنها تحرك الأطراف التي تصل حركتها إلى كافة العضلات والمفاصل والعظام .
ولا تقتصر فوائد الصلاة العضوية على ذلك .. فقد أثبت الطب الحديث أن الصلاة تعمل على خفض الدم العالي .. وأن مرضى الضغط العالي لو حافظوا على أداء الصلاة وأقاموها على مهل وتؤدة ، لأفادت فائدة محققة.. وقرر العلماء أن أداء الصلاة قبل الأكل يعتبر عاملاً هاماً في وقاية الإنسان من أمراض المعدة ، لاسيما قرحة المعدة ... إذ ينصحون دائماً كل إنسان بألا يتناول طعامه وهو مجهد أو مرهق أو ثائر الأعصاب ، بل لابد من فترة هدوء وراحة تسبق الطعام .
كما ثبت علمياً أن للصلاة تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي ، إذ أنها تزيل توتره ، وتهدئ من ثورته ، وتشفيه من اضطرابه .. كما تعتبر علاجاً ناجحاً للأرق الناتج عن الاضطراب العصبي .
من ذلك كله .. يتبين لنا أن الصلاة رياضة جسدية بما يقوم به المصلي من حركات تشمل كافة أجزاء الجسم .. فتبعث فيه النشاط والحركة ، وتمنع عنه
الخمول ، وتزيل عنه التعب ، فضلاً عن أنها رياضة روحية يتجه فيها المرء بروحه إلى خالقه يستجديه ويسترضيه .
وهذا كله ما قرره العلم الحديث بعد أربعة عشر قرناً