حياتي كلها لله مشرفة عامة
عدد المساهمات : 314 تاريخ التسجيل : 31/08/2009
| موضوع: الافتقار إلى الله والاعتماد عليه الخميس 24 سبتمبر - 2:26 | |
| الافتقار إلى الله والاعتماد عليه
الفرار إلى الله :
أيها الأخ! إن الفرار إلى الله واللجوء إليه في كل حال، وفي كل كرب وهمّ، هو السبيل للتخلص من ضعفنا وفتورنا وذلّنا وهواننا. إن في هذه الدنيا مصائب ورزايا ومحناً وبلايا.. آلام تضيق بها النفوس، ومزعجات تورث الخوف والجزع، كم في الدنيا من عين باكية، وكم فيها من قلب حزين، وكم فيها من الضعفاء والمعدومين.. قلوبهم تشتعل ودموعهم تسيل.. هذا يشكو علة وسقماً، وذاك حاجة وفقراً، وآخر هماً وقلقاً!! عزيزُ قد ذلَّ، وغنيٌ افتقر، وصحيحٌ مَرِض.. رجل يتبرم من زوجه وولده، وآخر يشكو ويئن من ظلم سيده، وثالث كسدت وبارت تجارته. شاب أو فتاة يبحث عن عروس، وطالب يشكو كثرة الامتحانات والدروس.. هذا مسحور وذاك مدين، وآخر ابتلي بالإدمان والتدخين، ورابع أصابه الخوف ووسوسة الشياطين. تلك هي الدنيا، تُضحِك وتُبكي، وتجمع وتشتت.. شدة ورخاء، وسراء وضراء، وصدق الله العظيم:( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد:23].
الحمد لله الذي يُطْعِمُ ولا يُطْعَم، منَّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا. الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصّر من العمى، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلا. الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: فيا أيها الأحبة في الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وللعام (1417هـ) وفي هذا الجامع المبارك جامع الملك فهد، في مدينة بريدة ، نلتقي بهذه الوجوه الطيبة المباركة، وفي مجلس من مجالس الذكر.
يا سامعا لكل شكوى..
يا خالق الأكوان! أنت المرتجى وإليك وحدك ترتقي صلواتي
يا خالقي! ماذا أقول وأنت تعـ ـلمني وتعلم حاجتي وشكاتي
يا خالقي! ماذا أقول وأنت مطـ ـلع على شكواي والأناتِ
اللهم يا موضع كل شكوى! ويا سامع كل نجوى! ويا شاهد كل بلوى! يا عالم كل خفية! ويا كاشف كل بلية! يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين! ندعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلّت حيلته، دعاء الغرباء المضطرين، الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت، يا أرحم الراحمين! اكشف ما بنا وبالمسلمين من ضعف وفتور وذل وهوان. يا سامعاً لكل شكوى! أعن المساكين والمستضعفين، وارحم النساء الثكالى والأطفال اليتامى وذا الشيبة الكبير، إنك على كل شيء قدير.
معاشر الإخوة والأخوات! إن في تقلب الدهر عجائب، وفي تغير الأحوال مواعظ، توالت العقبات وتكاثرت النكبات، وطغت الماديات على كثير من الخلق فتنكروا لربهم، ووهنت صلتهم به، اعتمدوا على الأسباب المادية البحتة، فسادت موجات القلق والاضطراب والضعف والهوان، وعمّ الهلع والخوف من المستقبل، بل وعلى المستقبل . تخلوا عن ربهم فتخلى الله عنهم،( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) [فاطر:15].
جميع الخلق مفتقرون إلى الله في كل شئونهم وأحوالهم، وفي كل كبيرة وصغيرة، وفي هذا العصر تعلق الناس بالناس، وشكا الناس إلى الناس، ولا بأس أن يستعان بالناس فيما يقدرون عليه، لكن أن يكون المعتمد عليهم والسؤال إليهم والتعلق بهم فهذا هو الهلاك بعينه، فإن من تعلق بشيء وُكِل إليه. نعتمد على أنفسنا وذكائنا بكل غرور وعجب وصلف، أما أن نسأل الله العون والتوفيق، ونلح عليه بالدعاء، ونحرص على دوام الصلة بالله في كل الأشياء وفي الشدة والرخاء، فهذا آخر ما يفكر به بعض الناس.
فقيرا جئت بابك يا إلهي ولست إلى عبادك بالفقير
غني عنهـم بيقين قلبي وأطمع منك في الفضل الكبير
إلهي ما سألت سواك عونا فحسبي العون من رب قدير
إلهي ما سألت سواك عفوا فحسبي العفو من رب غفور
إلهي ما سألت سواك هديا فحسبي الهدي من رب بصير
إذا لم أستعن بك يا إلهي فمن عوني سواك ومن مجيري؟
الشكوى والتضرع إلى الله وحده :
أيها الأخ! السؤال الذي يجب أن يكون: هؤلاء إلى من يشكون؟ وأيديهم إلى من يمدون؟ يجيبك واقع الحال: على بشر مثلهم يترددون، وللعبيد يتملقون، يسألون ويلحون، وفي المديح والثناء يتقلبون، وربما على السحرة والكهنة يتهافتون. نعم والله! تؤلمنا شكاوي المستضعفين، وزفرات المساكين، وصرخات المنكوبين، وتدمع أعيننا -يعلم الله!- لآهات المتوجعين وأنات المظلومين، وانكسار الملذوعين. لكن أليس إلى الله وحده المشتكى؟ أين الإيمان بالله؟ أين التوكل على الله؟ أين الثقة واليقين بالله؟ وإذا عرتك بلية فاصبر لها صبر الكريم فإنه بك أرحم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنمـا تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم ألم نسمع عن أناس كانوا يشكون إلى الله حتى انقطاع شسع نعلهم؟؟ نعم. حتى سير النعل كانوا يسألون الله، بل كانوا يسألون الله الملح. يا أصحاب الحاجات! أيها المرضى! أيها المدينون! أيها المكروب والمظلوم! أيها المعسر والمهموم! أيها الفقير والمحروم! يا من يبحث عن السعادة الزوجية! يا من يشكو العقم ويبحث عن الذرية! يا من يريد التوفيق في الدراسة والوظيفة! يا من يهتم لأمر المسلمين! يا كل محتاج! يا من ضاقت عليه الأرض بما رحبت! لماذا لا نشكو إلى الله أمرنا، وهو القائل: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60]؟! لماذا لا نرفع أكف الضراعة إلى الله؛ وهو القائل: (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي) [البقرة:186]؟!
لماذا ضعف الصلة بالله وقلة الاعتماد على الله، وهو القائل: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ) [الفرقان:77]؟! أيها المؤمنون! أيها المسلمون! يا أصحاب الحاجات! ألم نقرأ في القرآن قول الحق عز وجل: (فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) [الأنعام:42] لماذا؟ (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) [الأنعام:42]؟! فأين نحن من الشكوى والتضرع إلى الله؟ أين نحن من الإلحاح على الله؟ سبحان الله! ألسنا بحاجة إلى ربنا؟ أنعتمد على قوتنا وحولنا؟ والله ثم والله! لا حول لنا ولا قوة إلا بالله! والله لا شفاء إلا بيد الله، ولا كاشف للبلوى إلا الله، ولا توفيق ولا فلاح، ولا سعادة ولا نجاح إلا من الله. العجيب والغريب -أيها الأخ!- أن كل مسلم يعلم هذا، ويعترف بهذا، بل ويقسم على هذا، فلماذا إذاً تتعلق القلوب بالضعفاء والعاجزين؟ ولماذا نشكوا إلى الناس ونلجأ للمخلوقين؟
سلَّ الله ربك ما عنده ولا تسأل الناس ما عندهم
ولا تبتغِ من سواه الغنى وكنْ عبده لا تكنْ عبدهم
فيا من إذا بُليت سلاك أحبابك، وهجرك أصحابك! يا من نزلت به نازلة، أو حلّت به كارثة! يا من بُليت بمصيبة أو بلاء! ارفع يديك إلى السماء، وأكثر الدمع والبكاء، وألح على الله بالدعاء، وقل: يا سامعاً لكل شكوى! إذا استعنت فاستعن بالله، وإذا سألت فاسأل الله، وقل: يا سامعاً لكل شكوى! توكل على الله وحده، وأعلن بصدق أنك عبده، واسجد لله بخشوع، وردد بصوت مسموع: يا سامعا لكل شكوى! أنت الملاذ إذا ما أزمة شمـلت وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت المنادى به في كل حـادثة أنت الإله وأنت الذخر والأمل
أنت الرجاء لمن سدت مذاهبه أنت الدليل لمن ضّلَّتْ به السبل
إنا قصدناك والآمال واقعة عليك والكل ملهوف ومبتهل
المصدر : إسلام ويب
| |
|
abdo-rabih Admin
عدد المساهمات : 198 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
| |
أمة تسعى لرضا الله عضو فعال
عدد المساهمات : 233 تاريخ التسجيل : 28/08/2009 العمر : 32
| موضوع: رد: الافتقار إلى الله والاعتماد عليه الخميس 24 سبتمبر - 9:59 | |
| اللهم نشكو اليك يالله ضعفنا وفقرنا ونرجوا منك الرحمة يا ارحم الراحمين
تحياتي | |
|